عاد ملف تأليف الحكومة الى المربع الاول ولا شي في الافق والاطراف السياسية تتقاذف الاتهامات وتتمترس وراء مواقفها في وقت كشف رئيس الحكومة المكلف ان المشكلة عند القوات اللبنانية والتقدمي وتيار المردة.
وفي السياق، رأى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن "أكبر خطأ للبلد والعهد هو تأخير تشكيل الحكومة"، وقبيل اجتماع "كتلة "المستقبل قال "لا جديد حكوميا حتى الآن وكي ينجح العهد، يجب أن تتحقق إنجازات والأمر ليس متعلقا بوزير بالناقص أو آخر بالزائد"، كاشفًا أنّ "المشكلة عند حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المردة"، داعيا الى ان تتواضع كل جهة قليلا لتتشكل الحكومة.
من جانبه، اكد تكتل لبنان القوي ان احترام موقع رئاسة الجمهورية وحقوقها ودورها مسألة اساسية، وفي بيان للتكتل بعد اجتماعه الاسبوعي تلاه عضو التكتل النائب ابراهيم كنعان قال ان كل ما نطالب به حكوميا هو احترام نتيجة الانتخابات النيابية وهي صمام امان لتحقيق شراكة فعلية، ونحن نريد حكومة تحترم الارادة الشعبية .
الى ذلك، لفت رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ان ملف تشكيل الحكومة عاد الى المربع الأول، وقال خلال لقاء طلابي "نحن اليوم نريد ثلث تمثيل المسيحيين ومن حقنا الحصول على 5 وزراء"، مؤكداً انه ليس من الوارد التفاوض على حصة القوات .
وفي المواقف السياسية، اكد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس أنّ "هناك مشكلة مستجدّة حول التمثيل في الحكومة"، لافتًا أنّ ""التيار الوطني الحر" يريد انتزاع حقيبة الأشغال من "تيار المردة" وتخصيصها له، وهو أمر مرفوض.
فنيانوس وفي حديث صحافي اشار الى انه "يبدو أنّ التيار الحر لا يريدنا أبدًا في الحكومة، موضحا أنّه "إذا أرادوا حقيبة الأشغال فليكن، عندها نحن نريد حقيبة الطاقة".
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة الجمهورية عن مصادر مطلعة أن مطلع الاسبوع المقبل يفترض أن يشهد حركة جديدة من المشاورات في ظل الاقتناع بأنه في حال انتهت السنة الجارية من دون ان تؤلف الحكومة فإن العهد سيكون مهددا بشكل جدي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لصيقة بمشاورات التأليف أن رحلة التأليف بلغت أمتارها الأخيرة،على عكس الاجواء التشاؤمية التي يحاول البعض تعميمها، ولفتت إلى أن القوى المعنية متفاهمة على الإطار العام وعلى توزيع الحصص وعلى العدد الأكبر من الحقائب وبالتالي باتت الخلافات محصورة حول عدد محدد من هذه الحقائب.
وقالت المصادر نفسها إنّ الأمتار المتبقية من الرحلة قد تحتاج وقتا لاجتيازها، والبحث جار عن صيغة اخراج لائق على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، التي تحتم على كل طرف تقديم تنازل للوصول إلى تشكيلة حكومية ترضي الجميع.
وأكدت المصادر عينها أن الجولة الأخيرة لعملية التأليف ستنتظر عودة رئيس الجمهورية من رحلته الأميركية، خصوصا أن الاجواء الداخلية باتت مهيأة لمبادرة ما يفترض أن ترى النور بعد عودة الرئيس من الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.
مصادر كنسية دعت عبر "الجمهورية" الأطراف كافة الى "وقف الدلع السياسي والإنصراف فورا الى تأليف الحكومة"، مؤكدة أن الوضع لم يعد يحتمل "الدلع"، والمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لأنهما المعنيان الأساسيان بالتأليف.
واشارت المصادر الى ان دعوة الراعي الى تأليف حكومة حيادية ليست موجهة ضد أحد،ب ل الهدف منها إنقاذ الوضع وعدم ترك الخلافات السياسية تؤثر على الملفات الضاغطة.